سأروي لكم قصة إحدى القضايا التي واجهتها خلال مسيرتي العملية و كانت هذه القضية هي نقطة تحول في حياتي ، لن أطول عليكم فأنا لستُ ماهراً في سرد القصص .. و إني اعتبر اليوم الذي حدثت به هذه القضية يومٌ مشئوم حيث كانت في العاشر من فبراير عام 1905 و كان أحد أهم أسباب حدوث هذه الكارثة هو المجرم القذر سباستيان بيرانس ، بينما كنت أجلس أنا و صديقي جاك أديسون في مكتب عملنا بالقسم الجنائي

دخل علينا المفتش روكي بوجه شاحب و قد بدا عليه الذعر فقلتُ : " عساه خيراً يا سيد روكي ! "

" جريمة قتل بشعة حدثت في مانهاتن السفلى هوروود ، لقد تم قتل ثلاثة أطفال في سن الحادية عشرة من عوائل مختلفة و القاتل مجهول الهوية و لا يوجد أي أدلة تساعد رجال الشرطة هناك ، أريد منك أنت و أديسون أن تتوجهوا إلى مكان الجريمة لعلكم تكتشفون شيئاً لم يكتشفه رجال الشرطة . "

هممتُ أنا و صديقي مسرعين إلى مكان الجريمة في شارع برووم ، الضحايا ثلاثة أطفال لقد قُتلوا بطريقة بشعة جداً حيث أنه قد تم قتلهم بذبح العنق و من ثم تم استئصال قلوبهم لا شك بأنه مختل عقلي يتاجر بالأعضاء البشرية ، لكن في حقيقة الأمر استبعدتُ هذا الاحتمال لأن هذه المرة الأولى التي تحدث بها جرائم من هذا النوع و شككتُ بأن الفاعل هو المختل سباستيان فربما أراد أن يجرب أحد اكسيراته على هذه القلوب أو شيء من هذا القبيل .. لم أملك دليل قطعي بشأن هذه الجرائم و الشيء الوحيد الذي كان بوسعي فعله هو مراقبة ذاك المختل و قد قمتُ بذلك أنا و صديقي ، كنا نراقبه ليلاً و نهاراً و قد مر يومان لم يكن يخرج بهما سباستيان من منزله أما باليوم الثالث فقد كان هناك زائر لديه .. لقد كان زائره من أقذر الرجال في مانهاتن وهو المجرم الخطير جوبكنز بايسلو كان سباستيان يُجند لديه أقذر و أخطر المجرمين في البلاد فالمجرمان ابيفورت و جوبكنز من أخطر و أمهر المجرمين في نيويورك و لديهم مهارات خاصة حيث كان ابيفورت قناصاً أما جوبكنز كان يتميز بضخامة جسده و يديه لقد كان قوياً لدرجة أنه إذا لكم أحداً على وجهه سبب له كسوراً ، مكث جوبكنز نصف ساعة في منزل سباستيان ثم خرجا الاثنان معاً و كنتُ قد اتبعتهم أنا و صديقي أديسون إلى أن توقفوا بأحد الزقاق الفرعية ، كان سباستيان قد وقف بالقرب من أحد المنازل أما ذاك المجرم جوبكنز فقد قام يخطف طفلان في الشارع فتاة و ولد ، لم أتحمل ذاك المشهد فركضتُ مسرعاً نحوهم أنقذ الأطفال أما أديسون فركض نحو سباستيان ، فور رؤية جوبكنز لي ترك الأطفال من يديه و استعد لمواجهتي أما سباستيان فقد فر راكضاً و كان صديقي يلاحقه ، دخلتُ في عراك شديد أنا و جوبكنز و لن أخفي عليكم فقد تلقيتُ منه عدة لكمات على معدتي مما جعلتني أتقيأ و كان سيقضي علي بلكمة على وجهي و لكنه لم يترك لي حلاً آخر فأخذتُ مسدسي من خاصرتي و أطلقتُ النار عليه و أرديتهُ قتيلاً ، و بعد أن انتهى ألم تلك اللكمات التي تلقيتُها نهضتُ مسرعاً أبحث عن أديسون و قد مرت ساعات أبحثُ عنه لكن كانت دون جدوى فعدتُ إلى البيت ، كانت الساعة حوالي العاشرة و العشر دقائق ليلاً ، و بعد أربعون دقيقة من عودتي للمنزل فُتح الباب و إذ بأديسون يدخل ..

" أديسون ! أين كنت للآن !؟ "

" لقد تبعتُ ذلك القذر و لكنني أضعتُه و بقيتُ أبحث عنه حتى وجدتُ أثره مجدداً ، سيغادر غداً إلى سان فرانسيسكو بقطار الساعة التاسعة صباحاً ، هذه المعلومة التي حصلت عليها . "

" ماذا سيفعل بسان فرانسيسكو ! عجباً ! "

" هذا ليس مهماً ، عندما نلقي القبض عليه غداً سنعرف .. أخبرني الآن ماذا حدث بذاك الضخم ؟ "

" لقد مات ، لم يكن بإمكاني سوى قتله . "

" على الأقل سيرتاح سكان المنطقة من شر رجل مثله ، سأخلد للنوم الآن لنلاحق ذاك الثعلب في الصباح ، ليلة سعيدة . "

" طابت ليلتك . "

و هم كلٌ منا إلى نومه و في صباح اليوم التالي توجهنا إلى محطة القطارات و كان سباستيان يصعد القطار و صعدنا نحن القطار بعده و كنا بعد عربتان من العربة التي يجلس هو فيها بالطبع كان سباستيان ذكياً كعادته فقد صعد القطار متأخراً أي قبل انطلاق القطار بدقيقتان فقط و قد صعدنا على عجل خلفه و كان هدفه من هذا عدم ايقاف القطار في حال علمت رجال الشرطة ، و قد بدأ القطار رحلته و بعد مرور خمس ساعات من السير توقف القطار عند أحد المحطات و هنا قررتُ أنا و صديقي إلقاء القبض على سباستيان و توجهنا نحوه و لكنه كان خطيراً أكثر مما توقعت فقد دخل في عراك معنا و قد بدأ القطار بالتحرك بسرعة أكبر من السابق مما فقدتُ السيطرة على نفسي و وقعت أرضاً بينما كان العراك بين صديقي و سباستيان يزداد بقوة .. أديسون يلكمه و هو يرد عليه بلكمة أخرى و في نهاية المطاف قد قفزا الاثنان من نافذة القطار بينما كنا نمر بالقرب من النهر و كنت قد قفزتُ خلفهما ، و وقعتُ بالنهر أما القطار ففجأةً رأيته ينفجر و صوت الانفجار كان ضخماً للغاية ، و قد بقي هذا لغزٌ يحيرني حتى الآن و هو كيف انفجر القطار و ما الأسباب ! أما صديقي أديسون فيبدو أنه قد مات عندما قفز القطار ، كما وجدتُ ذراعاً مبتورة و أرجح تسعون بالمئة أنها ذراع سباستيان لقي حتفه بطريقة بشعة كأفعاله البشعة ، في الحقيقة لا أعتبر هذه قضية بل أعتبرها مغامرة مشئومة على أثرها فقدتُ صديقي و بعد تلك الحادثة التي حدثت قررت أن أقدم استقالتي من الشرطة و قد وافق عليها المفتش روكي بعد أن رآني لا أهتم لأي جرائم تحدث في البلاد و لا آخذها على محمل الجد ، فخسارة صديقي و موت أولئك الناس الذين كانوا بالقطار قد حطمت معنوياتي و أظن أنني السبب الرئيسي في حدوث تلك المصائب و بهذا تنتهي مغامرة مانهاتن السفلى المشئومة !

نهاية الرواية ، إن أعجبتكم الرواية ادعموها بلايك و تعليق أنكم تريدون جزء ثاني 👐

2024/04/26 · 3 مشاهدة · 965 كلمة
Musab Hassan
نادي الروايات - 2024